الجمعة، 27 أبريل 2012

المعركة الدماغية لم تُحسَم بعد




مقالات الباحثون
المعركة الدماغية لم تُحسَم بعد



لاحظ الاختصاصي العصبي- النفسي بنجامان ليبه(2) بتجربته التي أجراها بواسطة تقنية التصوير الدماغي الكهربائي، وجود موجة كهربائية مميزة تولدت عن الدماغ قبل بضع أجزاء من الثانية من أخذ قرار واع تماماً. وتم بعد ذلك طرح السؤال: هل الحكم الحر ليس سوى وهم خلقه دماغنا؟؟.
أما الأستاذ الألماني جون ديلان هاينه(3) وزملاؤه (4) من مركز برنشتاين للعلوم العصبية في برلين قد استخدموا تقنية IRM الوظيفية محاولة لتحديد ماذا يحصل داخل دماغ الأفراد تماماً قبل أخذ القرار. فوضعوهم داخل صندوق كبير لـIRMF الذي يسجل تغيرات نشاط الدماغ، وطلبوا منهم أن يضغطوا على الزر الذي أمامهم عندما يريدون ذلك؛ وينبغي عليهم الإشارة إلى المجرب في أي لحظة اتخذوا القرار ووعوا ذلك. بعد عدة دورات توصل هذا الفريق العلمي الألماني، عندما حلل في الزمن الحقيقي نشاط القشرة الدماغية الجهية- القطبية، أنها سبقت بأخذ القرارات عن الأفراد قبل 7 ثوان من وعيهم لأخذ القرار. التكهنات ليست كاملة، لكن بالنسبة إلى الباحثين تظهر بوضوح أنه في مهمة تتطلب خياراً حراً، فإن آلية القرار تفلت جزئياً من إرادتنا. إن هاينه وزملاءه أكثر تأنياً بالنسبة إلى استنتاجات أبحاثهم التي وفق رأيهم لا تستثني إمكانية وجود حكم حر فيصرحون بهذا الصدد: "تظهر دراستنا أن القرارات تتهيأ لاشعورياً بزمن قبل بكثير مما نعتقد، لكننا لا نزال نجهل أين يُتخذ القرار النهائي؛ بقي لنا أن نحدد إن كان قرار قد تهيأ قي القشرة الدماغية الجبهية- القطبية يمكن أن يتم إلغاؤه بآلية واعية".
إذا كان لقرارنا الشخصي المستقل آلية فيزيائية نخاعية سابقة لوعينا، وذلك وفق نتائج العلماء، فلا عجب إذاً من إمكانية السيطرة على هذا القرار من خارج الجمجمة وبطرق اصطناعية مستحدثة تحاكي الطبيعة الدماغية وتسخرها لأغراضها، حميدة كانت أم شريرة. وهنا نتساءل: هل ذهبت إرادتنا كبشر وحريتنا إلى غير رجعة؟ أم أنها لم تدفن بعد؟ كيف يتم التحكم برؤوسنا؟ وما هو مداه؟




إن ظاهرة التحويل الفكري هي ظاهرة عريقة وموغلة في القدم، وإن الإنسان على مر العصور ما انفك يسعى لاستغلال أخيه الإنسان وينقب عن أمكر الوسائل ويستعين بآخر مبتكرات العلوم الحديثة للتأثير في أفكاره واتجاهاته والهيمنة على دماغه بشتى السبل.
وإن كانت محاولات الإنسان في القدم، هي محاولات بدائية وفطرية في الإقناع الخفي، إلا أنها اكتسبت اليوم من العلوم الحديثة آفاقاً جديدة ومزيداً من الأسلوب العلمي والتقنية والتخطيط المتقن. ويندفع اليوم العالم الغربي المتقدم إلى إجراء المزيد من الأبحاث للتوصل إلى أسرار السيطرة على الدماغ إن لم يكن السيطرة على العقل البشري كله.
نضجت عملية غسل الدماغ في أوائل الثلاثينات من القرن العشرين مع التجربة الأولى على مخ الحيوانات والتي أجراها العالم الروسي "بافلوف" (5).
أما أول من ابتكر اصطلاح غسيل الدماغ كان الصحفي الأميركي إدوارد هنتر (6) Edward Hunter الذي ألف كتاباً عن هذا الموضوع إثر الحرب الكورية، فقد انتهت الحرب بعد الهدنة ورجع الأسرى الأميركيون إلى أوطانهم، ولكنهم رجعوا يفكرون باتجاه آخر، مؤمنين بمبادئ أعدائهم متحمسين لهم ومبدين إعجابهم وامتنانهم من معاملة الكوريين لهم، وكانت تلك الظاهرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البشرية، مما روع وزارة الدفاع الأميركية، وأصبح هذا الموضوع مثار اهتمام ودراسة وتنقيب شديد من قبل المسؤولين الأميركيين وأجهزة الإعلام.
وكان أن خرج الصحفي الأميركي هنتر باصطلاح غسل المخ كوصف لهذه الظاهرة الفريدة، وقد اشتق هنتر اصطلاحه هذا من الاصطلاح الصيني (Hsi - nao) الذي يعني تنظيف المخ، وذلك بعد أن حصل هنتر على معلوماته من مخبرين صينيين إثر انتهاء الحرب الكورية.
أما الصينيون أنفسهم فقد كانوا يطلقون مصطلح "تقويم" أو "إعادة بناء الأفكار"(6) على محاولاتهم تلك واعتبروها برنامجاً تثقيفياً عاماً.
وأصبح هذا الاصطلاح عاماً وشاملاً يشير إلى كل وسيلة تقنية مخططة ترمي إلى تحويل الفكر والسلوك البشري ضد إرادته وسابق تفكيره ومعلوماته، وغدا في يومنا هذا يحمل معاني أعم وأشمل وأكثر وضوحاً مثل التحوير الفكري أو المذهبة أو الإقناع الخفي (7)؛ أي أن عملية غسيل المخ تدل على: تطهير وطرد لعادات وأفكار وميول اكتسبها عقل الإنسان في وقت مضى وإدخال أو غرس عادات وأفكار أخرى جديدة في ذلك العقل (المغسول) وهي عملية تتسلط على العقل الذي أصبح نظيفاً (ناصعاً) ولقمة سائغة لحشوه بأية أفكار أو دعاية أو عقيدة.
أما ستانلي ملغرام فقد قام عام 1963 باختباره المشهور في علم النفس الاجتماعي والذي يعنى بدراسة مدى الانصياع للسلطة، فكان هو أول من شرحه في مقالة تحت عنوان (دراسة سلوكية للطاعة)، ومن ثم وبشكل مطول قدمها في كتاب نشر عام 1974 تحت عنوان: (الطاعة والسلطة؛ نظرة خارجية). كان الهدف من الدراسة قياس مدى استعداد المشاركين لإطاعة سلطة تأمر بتنفيذ ما يتناقض مع ضمائرهم
يقول ملغرام: لقد قمت بإجراء اختبار بسيط لقياس كمية الألم التي يمكن لشخص عادي أن يسببها لشخص آخر، تنفيذاً لأمر صدر عن عالم يشرف على اختبار، سلطة مجردة تتعارض مع مبدأ (عدم إيذاء الآخرين) وهو ما يفترض أنه أحد أشد أخلاقياتنا صرامة، هذا (المبدأ) وتلك (السلطة) يلتقيان في تحد سافر على صدى صرخات الضحية (الممثل) وتفوز السلطة في هذا التحدي أكثر مما يمكن لنا تصوره.

اما من جهة استعمال التعبير"غسل دماغ" لأول مرة وبشكل مستمر كان أثناء الدراسات الداخلية لشركة جنرال إيليكتريك، وذلك عندما نشروا في الأسواق أول تلفزيونات الشركة، فأسست الشركة مكتباً للبحث يعمل على تأثير هذا الاختراع الجديد على"أمواج آلفا الدماغية" ومن هنا انبثق هذا التعبير. كتب مارشال ماك لوهان في عام 1970 بعض الكتب عن تأثير التلفزيون على "الحكم الحر" وفي أعوام 1990 أصبحت هذه الفكرة حاضرة غالباً عند نعوم شومسكي.

واليوم أصبح غسيل الأدمغة يعتمد على المنجزات التي تحققت في مجال علم الاجتماع وعلم النفس وعلم الدماغ وما تحقق في مجال أجهزة التواصل والاتصالات المتطورة إن كانت سمعية أو مقروءة أو مرئية، وعلى الاستفادة مما تم التوصل إليه في مجال الإيحاء والتنويم المغناطيسي، بحيث أصبح غسيل الدماغ يحدث في كافة المجالات وعلى كافة المستويات إن كان مستوى فرد أو مستوى مجموعة أو مستوى شعب كامل.

وقد تطورت الدراسات حول الأسس النفسية والفسيولوجية للهيمنة على الفكر واستعمال آليات الإقناع، واستحدث الإنسان أسلحة فعالة لمعركة الاستئثار بالدماغ البشري على المستوى العام والفردي.
ينبغي علينا كمجتمع وكأفراد أن نتعرف على أسلحة المعركة العقلية حتى لا نقع ضحية لها، ذلك أن للمعركة الدماغية آليات وفنوناً وتكنيكاً. فيقول المختصون إن من يريد أن يؤثر فينا عليه أولاً أن يسبر أغوارنا ليكتشف المواضع الحساسة والضعيفة فينا، ليتلاعب بها أو يهاجمها وفق غاياته. وسبر الأغوار هذا يتطلب معلومات وفيرة في علم النفس وعلم وظائف الأعضاء وعلوم الاجتماع وعلم الإنسان، فلم يعد التأثير في عقول الناس كما كان في المجتمعات القديمة البسيطة يعتمد على الوسائل الفطرية التجريبية العفوية، بل أصبحت له اليوم أساليب نفسية محكمة وأدوات تقنية رفيعة المستوى.

إن إدارة اتجاه إنسان تتطلب الاقتراب من مداخل شخصيته واستعداده وفك رموز تركيبته الخاصة، كما أن إدارة اتجاه مجتمع تتطلب إدراك محاور طبيعته وتراثه وقيمه السائدة ومفاهيمه وثقافته المحلية.

بالنسبة إلى الإنسان.. استندت عملية غسيل المخ على الحقيقة العلمية التي تقول إن الإنسان عندما يتعرض إلى ظروف قاهرة وصعبة تصبح خلايا مخه شبه مشلولة عن العمل والمقاومة.. بل قد تصبح عاجزة عن الاحتفاظ بما اختزنه من عادات.. لدرجة أن مقاومتها للأذى والتهديد الواقع عليها قد ينقلب إلى تقبل أشد واستسلام أسرع للإيحاء ولعادات جديدة أخرى وانعكاسات غريبة قد يتصادف حدوثها في تلك اللحظة والعوامل التي تؤدي إلى غسيل المخ هي: الصدمات النفسية المفاجئة والتهديد المستمر والمواقف الشديدة المرعبة كالمعارك الدامية والكوارث والإرهاق العصبي المستمر كالسهر المتواصل أو النوم المتقطع والجوع والعطش الشديدين، والآلام الجسمية والنفسية الشديدة وبعض الأدوية. هذه العوامل تحفز أو تخدر أو ترهق خلايا المخ وتوصلها إلى الحافة الحرجة بحيث يصعب عليها أن تحتفظ بما تعلمته وبالتالي يتم غسل المخ وغرس ما يراد فيه.

أمثلة من الواقع على غسيل المخ

وفي الحياة العامة أمثلة كثيرة لغسيل المخ منها مايتم بطريقة منظمة ومقصودة ومنها مايتم بشكل عفوي.

في الأزمنة القديمة.. كان الرجل البدائي يدخل حلبة الرقص ويصرخ ويرقص على دقات الطبول ويصل إلى قمة التهيج العصبي الذي يوصله إلى حافة (الغسيل) حيث يصبح أكثر تقبلاً واستسلاماً لتعاليم رئيس قبيلته.

في قاعات المحاكم يتم غسيل المخ بصورة عفوية... فقد ثبت أن بعض المتهمين وبالذات إذا كان من البسطاء أو محدودي الذكاء يصل إلى مرحلة شديدة من الإجهاد النفسي أثناء التحقيقات والاستجوابات تؤدي إلى غسل مخه وتقبله للاتهام واعترافه بالجريمة بالرغم من أنه بريء ويتم تنفيذ الحكم فيه.. ويذهب ضحية ذلك الغسيل أبرياء. كما أن إعلانات الصحف والتليفزيون.. مثال مبسط لغسيل المخ وتحويل الأفكار.. صحيح أنها لا تستخدم العوامل السالف ذكرها لكنها بما فيها من إغراءات حسية ومعنوية متكررة تحفز وتؤثر على الجهاز العصبي للإنسان وعلى مشاعره وتنجح في كثير من الأحيان على تحويل ميوله أو تبديلها لمصلحة أصحاب الإعلانات.
وفي أعوام 1960 تطورت السينما وتطور التلفزيون وكان هذا التطور وراء اختبار طريقة للتحويل الذهني مبنية على إدخال صورة يراها المشاهد (بشكل لاواع) ضمن الصور المعروضة، أي أنها تظهر بشكل مقتضب وسريع لا يلتقطها الوعي، إذ إن هذه الطريقة تعتمد على اللاشعور الذي يحتفظ بهذه الصورة التي ينبغي أن تكون بسيطة وغير ملتبسة ولا غامضة(رمز أو لون أو لوغو). هذه النظرية التي أسسها جيمس فيكاري وفانس باكار تعيد طرح محاسبة الإعلانات.
وقد بدا الجدل حول غسل الدماغ في وسط العلوم الاجتماعية في أعوام الثمانينات وبداية التسعينات عندما تم الاحتجاج ضد الحجج المقبولة في المحاكم بشأن الأساليب القمعية التي تستخدمها بعض المذاهب الجديدة لاستمالة المريدين الجدد. هناك العدد الكبير من هذه الاعتداءات الاجتماعية كانت هدف الدكتورة مارغاريت سينجر(8) والتي استخدمت نموذجاً من "الإقناع القسري – غسل الدماغ" كي تشرح للمحاكم كيف أن المشتكين مناهضي المذاهب قد دخلوا وتصرفوا ضمن المجموعات التي يلاحقونها في القضاء، أو التي يقاضونها في المحاكم. المجموعات الاجتماعية العلمية قررت أن التعبير"غسل دماغ" ليس مقبولاً إلا إذا لجأت المجموعة إلى الحبس، والمعاملة السيئة ضد هؤلاء الأعضاء (9) وفي أوضاع وموافقات دون علم (10). إذا وجد هذا الشرط، فهو يسمح للباحثين وللمحاكم بعزل فكرة غسل الدماغ عن الأشكال الأخرى للإقناع القسري. فاستنتج روبان وأنطوني (11) ما يلي:"في غياب قوة فيزيائية تخلق الحدود، لا يوجد نقطة محددة تسمح بتحديد ما إذا الإقناع القسري يستطيع أن يلغي إرادة الفرد"، وذلك كما يفترضه نموذج "غسل الدماغ" لأنطوني وروبان 1992 وأكثر المظاهر حرجاً في غسل الدماغ أثناء المحاكمات كان في معرفة فيما إذا كان ينبغي على المحاكم أن تسمح للأفراد أن يستغلوا هذا المفهوم كعذر لسلوكيات منحرفة أو غير شرعية. إنه الباحث ديك أنطوني (الذي عمل سوية مع توم روبان) والذي طوَّر أساس النظرية في هذا المجال وعمل كخبير استشاري للمحامين الذين يدافعون عن كنيسة التوحيد (مون Moon)، وعن العلموية (12)، والإسكون (13) (الكريشنا)، والتأمل الاستعلائي (14) وطائفة المصلى ضد تأكيدات وإثباتات غسل الدماغ التي صدرت عن أعضاء قدامى. استنتج (أنطوني وروبان، (1992، أن بعض المحاولات أجريت لاستغلال التعبير "غسل الدماغ في مذهب" لتبرير المنع (التي وفرها الدستور الأميركي) من الحماية في مادة الدين والتي تفترض مسبقاً أن غسل الدماغ هو شكل من أشكال "الحتمية القاسية" أي افتراض أن جماعة محبوسة ضمن نظام ايديولوجي يجبرون على اعتناق وتبني العقائد". (انطوني وروبان
1992، استنتج أنطوني وروبان أن هذا الفرض الأولي أو ما يسمى المسلمة للـ"الحتمية القاسية" لم يتم قبولها من قبل المجموعات العلمية المعنية (يمكن التكهن بأن المعنية هي النفسية والاجتماعية) وأنها لم تؤخذ على محمل الجد في وسط العالم الاكاديمي.
ولما أصبحت الآليات الدقيقة لوظائف الدماغ موضوع بحث للعديد من العلماء بحيث أضحى دماغ الإنسان داخل جمجمته مستباحاً من قبل من يمتلك أجهزة الكشف المتطورة ويبرع في استخدامها، بشكل قد تصبح فيه الحروب حروباً دماغية، لا يمكننا إلا أن نتفاءل ونؤمن بعلم وجمال البشرية التي نأمل منها أن تجيّر هذه الإمكانيات لرقي الإنسان وسعادته! وبهذا الصدد نذكر أنه قد تم التوصل إلى تقنية رقمية للسيطرة على الأمواج الدماغية وزيادة حدة الذهن البشري (15) باستحداث أجهزة جديدة «تشحن» الدماغ بترددات ونبضات لزيادة قدرة التفكير أو الاسترخاء لدى الإنسان؛ فقد طورت شركة «دريم فري» الكورية لتقنيات الاتصالات الجوالة، تقنية رقمية يمكن إدماجها مع الهواتف الجوالة أو أجهزة المساعد الشخصي الرقمي، تهدف إلى السيطرة على ترددات الأمواج الدماغية. وتسمح هذه الطريقة بالتدخل في آلية عمل الدماغ وبالتالي تبديل كهربائيته، والأمواج الدماغية، وبالنتيجة تبديل فعالية الوعي عند الإنسان. وتسمح التقنية بنقل الإنسان إلى حالة التركيز التام للوعي، أي «زيادة حدة الذهن والذكاء»، أو إلى حالة الاسترخاء. وتنتج الشركة برامج رقمية تعمل مع هواتف ذكية تزود بجهاز يركب على الرأس يصدر نبضات ضوئية وصوتية للذين يرتدونه. وتكمن الفكرة الأساسية من استخدام هذه التقنية في تبديل الحالة الدماغية للإنسان، من خلال توجيه نمط من الإيقاع ذي أمواج دماغية مختلفة، وذلك حسب رغبة الشخص وحسب الحالة التي يحب الإنسان أن يكون بها مثل الفرح أو الحزن.
ووجد العلماء بأن الأمواج التي تتراوح تردداتها بين 1و4 هيرتز تؤدي إلى النوم العميق والشفاء من الرضوض والجروح. أما الترددات التي تتراوح بين 4 و7 هيرتز فإنها تحرض على الابتكار وحدة الذهن. ويمكن أن يزيد تركيز الإنسان وتنبهه إذا زادت الترددات عن ذلك، مثل ترددات ألفا التي تقع بين 8 و12 هرتز وترددات بيتا بين 13 و40 هرتز. وبينت الدراسات بأن هذه التقنية يمكن توظيفها للحصول على تأثير إيجابي على الدماغ لايقل عن تأثير رياضة اليوغا والاسترخاء، كما أنها تزيد مادة المورفين الداخلي في الجسم وبالتالي تؤدي إلى حالة راحة كبيرة. ولا تعتبر تقنية تبديل الحالة الدماغية هذه الطريقة الأولى من نوعها في العالم، إذ سبقها العديد من الطرق التقليدية التي اتبعها الفلاسفة المتأملون.
هذا ويطور العلماء عدداً من الطرق والوسائل التقنية حول العالم لإرسال الأمواج إلى الدماغ من خلال حزم مركبة من الأمواج التي تحتوي على الضوء النبضي والتحريض الكهربائي والصوتي، بهدف الاسترخاء أو الابتكار أو المساعدة على النوم. وتعتبر الشركة الكورية من الشركات المتقدمة، إذ تأسست عام 2000 من قبل أعضاء ينتمون إلى جمعية «منسا» وهي رابطة لقياس الذكاء، يتمتع اثنان في المئة من أعضائها بذكاء عال وفق مقاييس محددة. وتمارس الجمعية نشاطات لتحديد مقومات الذكاء لدى الإنسان من أجل فائدة البشرية، وتشجيع الأبحاث في الطبيعة، وتحديد مواصفات الذكاء وطرق استخدامه.
كما ساهم الخيال العلمي في إمكانية تحول فكرة اتصال الدماغ بالكمبيوتر إلى حقيقة ذلك لأن الدماغ يستخدم الإشارات الكهربية في نقل البيانات والتعليمات من الدماغ إلى الجسم عبر الشبكة العصبية. فعندما نقوم بالتفكير أو الحركة أو الشعور أو التذكر فإن هناك إشارات كهربية تسري في الدماغ وتقدر سرعة انتقال الكهرباء في الخلايا العصبية 250 ميل في الساعة؛. والإشارة الكهربية تنتج بواسطة فرق جهد كهربي يتولد في الخلايا العصبية. ومن المعلوم أن الإشارات الكهربية تنتقل عبر الشبكة العصبية، إلا أن العلماء تمكنوا من التقاط إشارات كهربية متسربة، وهذه الإشارات هي التي سوف تستخدم للتحكم في جهاز الكمبيوتر. ومن أهم التطبيقات المذهلة المتوقعة لتقنية اتصال الدماغ بالكمبيوتر هو إنتاج أجهزة يمكن التحكم بها بواسطة عملية التفكير التي تتم في الدماغ. قد تبدو بعض هذه التطبيقات غريبة مثل القيام بممارسة ألعاب الفيديو بالتفكير، أو أن تقوم بتغير محطات التلفزيون باستخدام التفكير أيضاً. والتطبيق الأهم من هذا هو ما يمكن أن توفره هذه التقنية لشخص معاق فيمكنه أن يقوم بتحريك ذراع إلكترونية تساعده في أداء بعض المهام أو التحكم بالكمبيوتر بمجرد التفكير فيما يريد.!!

الهوامش:
2- Benjamin libet1916-2007
3- John-Dylan Haynes- Professor Phone: +49 (0) 30 2093 6762
Fax: +49 (0) 30 2093 6771
EMail: haynes-please remove this text-@bccn-berlin.de Theory and Analysis of Large-Scale Brain Signals-Office: Philippstr. 13, Haus 6, 10115 Berlin
4- Original work:
Chun Siong Soon, Marcel Brass, Hans-Jochen Heinze & John-Dylan Haynes
Unconscious determinants of free decisions in the human brain.
Nature Neuroscience April 13th, 2008.
5- Ivan Petrovitch Pavlov- إيفان بيتروفيتش بافلوف (1849- 1936) طبيب وفيزيولوجي روسي نال جائزة نوبل عام 1904 وميدالية
كوبلي عام 1915. باللغة الروسية : Иван Петрович Павлов
6- Thought Reconstruction
7- Hidden Persuasion
8- Margaret Thaler Singer (1921- 2003) محللة نفسية واستاذة علم النفس في جامعة بيركلي في كاليفورنيا.
9- انظر انطوني 1990# 93 Anthony
10- يونغ وغريفيت 1992, #20, 25- 11 Young et Griffith
11- Robbins et Anthony
12- Scientologie مذهب يقرِّر الاكتفاء بالعلم من حيث قدرته على الذهاب الى المسائل القصوى الدائرة على المعرفة البشرية.
13- Iskcon
14- الاستعلائية: فلسفة تقرّ الصور والمعاني سابقة على التجربة , وهي فلسفة مدرسة امرسون الأمريكية المتميزة بصوفية أحادية.
15- المؤتمر نت- 01-أغسطس-2004

الدكتورة ماري شهرستان 
منقول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق