الجمعة، 27 أبريل 2012

السمو الروحانى شرح وتحليل

السمو الروحانى شرح وتحليل
منذ زمن طويل وعلماء الأعصاب والدماغ (Neuro Scientists) يحاولون دراسة التأثيرات الفسيولوجية التي تطرأ على الدماغ في حالات العبادة وما ينتج عنها من خشوع وارتقاء روحي ونتج عن ذلك علم يسمى بـ(علم فسيولوجية الأعصاب في الدين والروحانيات)( Neurobiology of Religion and Spirituality) وقد خطا هذا العلم خطوات إيجابية فضل الجهاز الذي يسمى SPECT
(Single Photon Emission Computed Topography)
يعملSPECT على تتبع سير الدم في الدماغ بعد حقن مادة مشعة في الدم وبذلك يمكن للباحثين دراسة النشاط العصبي في الدماغ حيث إن سير الدم يتوافق مع النشاط العصبي وأصبح هدف العلماء والباحثين تحديد المناطق التي تضئ ( تنشط وتحث ) والمناطق التي تنطفئ ( تصبح خاملة ) عندما يعيش الإنسان لحظات من السمو الروحي واستشعار وجود الخالق ولا يسعني في حيز هذا المقال التبحر في نتائج هذه الدراسات ولكني سأورد أهم نتائجها فقد الباحثون أثناء دراستهم لظاهرة السمو الروحي والخشوع أن المنطقة الأمامية ( الناصية ) من الدماغ قد أضاءت ( كماهو متوقع ) فهذه هي منطقة التركيز ولكن الشئ غي المتوقع هو ما حدث للمناطق الأخرى في الدماغ من هدوء وانعدام تام للنشاط العصبي بل وإن هناك منطقة في الدماغ تسمى الفص الجداري العلوي (superior Pariatal lobe ) قد انطفأت تماما وهذه المنطقة هي المسؤولة عن قدرة الإنسان على إدراك ومعرفة الوقت والزمن وتحديد اتجاه الجسد في الفضاء وهي المسؤولة عن الشعور بأبعاد الجسد ( أين يبدأ وأين ينتهي ) وعلاقته بما حوله من ماديات وأشياء وبالتحديد فإن الجزء الأيسر من هذه المنطقة في الدماغ هو المسؤول عن تحديد أبعاد الجسد البشري أما الجزء الأيمن فهو المسؤول عن خلق الإحساس بالأشياء التي تحيط بالإنسان وأي خلل أو إصابة في هذا الجزء من الدماغ تفقد الإنسان قدرته على التحرك وتحديد المسافات بينه وبين ما حوله وهذا ما يحدث للإنسان إثناء لحظات الخشوع والسمو الروحي من فقدان للشعور بالزمن والمكان وهذه اللحظات هي التي يصفها البعض بأنها اللحظات التي يستشعر الإنسان فيها ربه ويحس بوجوده (find God ) ويعتقد الباحثون أن هذه اللحظات تنشأ من حدوث ما يشبه التيارالكهربائي في منطقة من الدماغ تسمى الفص الصدغي (temporal lobe )
وقد ينشأ هذا التيار نتيجة ضغط عصبي أو نفسي أو حدوث كارثة شخصية أو إنهاك جسدي وهذا يفسر ما يشعر به بعض الناس من قربهم لربهم أثناء الضغوط الجسدية أو النفسية أو العصبية أو حدوث الكوارث الشخصية.... {وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ}(الإسراء: من الآية67)... {وَإِذَا مَسَّ الْأِنْسَانَ الضُّرُّ دَعَانَا لِجَنْبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَائِماً)(يونس: من الآية12)

ويعتقد الباحثون أن التركيز العقلي والعاطفي أثناء العبادة سواء كانت صلاة او تسبيحا أو دعاء (انظر قصة في الأسفل) أو تأملا وتفكرا يقوم بدفع الدماغ إلى نشاط عصبي ( كهربائي ) متزايد تماما كما يفعل الخوف والكوارث وعندما يحدث ذلك يقوم جزء من الدماغ وهو المسؤول عن إعادة التوازن في الدماغ يسمى ( هيبو كامبس ) ( hippocampus) يكبح جماح النشاطات العصبية ( تماما كما تفعل فرامل السياره ) فالهيبوكامبس هو المسؤول عن حركة الأنشطة العصبية لأجزاء الدماغ المختلفة وقد اتضح أنه يقوم في هذه الحالات بمنع وصول الإشارات العصبية لمناطق في الدماغ مثل المنطقة المذكورة سابقا والمسؤولة عن القدرة على تحديد المكان والزمن ولذلك يشعر الإنسان في حالات الخشوع والسمو الروحي أن الحدود والحواجز المادية التي تحيط به قد سقطت وأصبحت روحه طليقة تجوب الفضاء الواسع بحرية وتستشعر عظمة خالقها وتذوب في وحدانية الكون بل وقد وجد الباحثون أن المنطقة المضاءة والمستثارة أثناء لحظات الخشوع ( الفص الصدغي temporal lobe ) هي في المنطقة المسؤولة عن إدراك الكلام (speech perception) وهذا يفسر دور قراءة أو سماع كلام الله أثناء الصلاة وتأثيره في إدراك السمو الروحي والخشوع بل إننا عندما نتأمل ما يحدث أثناء الصلاة التي كتبت علينا كمسلمين وللبشرية جمعاء وننظر إلى طريقة عمل الدماغ كما نعرفه اليوم بعلمنا المتواضع فإننا نجد توافقا لا نجده في غيرها من العبادات حيث تعمل قراءة أو سماع كلمات الله أثناء الصلاة على استثارة وتنشيط المنطقة المفترض فيها أن تكون نشطة لإحداث وإدراك الخشوع والسمو الروحي في حين تحرم مناطق أخرى في الدماغ من أي نشاط عصبي كما شرحنا سابقا مثل المنطقة المسؤولة عن تحديد المكان والزمان فتكسر الحواجز المادية ويتلاشي عامل الزمن وتلتقي النفس لخالقها وتسبح في ملكوته

بل إن الدراسات الحديثة التي يقوم بها الغرب لتكشف لنا وجها آخر في حكمة اختيار الله للمعجزة الخالدة لتكون كلاما يسمع ويقرأ ( القرآن الكريم ) {أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى عَلَيْهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} (العنكبوت:51)
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُتَشَابِهاً مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ}(الزمر: من الآية23)
وقد أدرك صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتقت نفسهم وكانوا يخرجون من هذه الدنيا فور دخولهم في الصلاة فلا يحدهم مكان أو زمان خمس مرات في اليوم
قال الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز يوما: لابن أبي مليكه صف لنا عبد الله بن الزبير فقال: ( والله ما رأيت نفسا ركبت بين جنبين مثل نفسه ولقد كان يدخل في الصلاة فيخرج من كل شئ إليها وكان يركع أو يسجد فتقف العصافير فوق ظهره وكاهله لاتحسبه من طول ركوعه أو سجوده إلا جدارا أو ثوبا مطروحا ولقد مرت قذيفة منجنيق بين لحيته وصدره وهو يصلي فوالله ما أحس بها ولا اهتز لها ولا قطع من اجلها قراءته ولا تعجل ركوعه )
ونذكر هنا قصة الصحابي عروة بن الزبير الذي أصابت رجله الآكله فأمره الأطباء ببتر ساقه فلما اجتمعوا لفعل ذلك قالوا له نسقيك المخدر ( أي الخمر) فأبى تناول الحرام وقال دعوني أصلي فإذا دخلت في صلاتي فابتروها فدخل في الصلاة فبتروها ونشروا العظم نشرا فما أحس بشئ ثم إنهم سخنوا زيتا فغمسوا رجله في ذلك الزيت حتى يلتئم اللحم فما شعر بشئ ثم لما انتهى قال مامشيت بها في حرام قط )
فماتقول في مثل هذا ؟؟؟؟؟؟

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق