الخميس، 26 أبريل 2012

ماهي التقنيات التي تستخدم لغسيل الدماغ ؟ وهل هذا ممكن ؟

ماهو غسيل الدماغ:

مصطلح قديم يتردد استعماله كثيرا في وسائل الاعلام خاصه خلال السنوات الاخيره والتى باتت تشهد معارك طاحنه تدور رحاها فى المكاتب والمختبرات بهدف السيطره على عقول البشر وخاصه بعد عمليات المقاومه المتصاعده و الهجمات الاستشهاديه فى فلسطين وباقى العالم الاسلامى ورده فعل المخابرات المعاديه وتسخير دولها كل طاقاتها العلميه محاوله بذلك ردع المجاهدين عسكريا ونفسيا عن القيام بمحاولات المقاومه وكسر معنويات من يدعمهم ويؤيدهم .

إن عملية غسيل الدماغ ليست عملية عشوائيـة ، بل هي عملية يتم التخطيط لها من ذوي التخصصات والخبرات في هذا المجال كالخبراء العسكريين والعلماء في علم النفس وعلم الإجتماع وعلم الآنثروبولوجي وعلم الفسيولوجيا ، إضافـة إلى ما يتوفر لدى القائمين عليها من إستعدادات وقدرات فرديـة كالكارزما .

التعريف لغه واصطلاحا

تشير كلمه غسيل كما هو معروف فى اللغه الى تنظيف الشىء من الاوساخ ولكن هل لها نفس الرونق اصطلاحا كلا فتشير عمليات

غسيل الدماغ الى استخدام أي طريقة للتحكم في فكر شخص واتجاهاته دون رغبة أو إرادة منه، ويسمى أيضا غسيل المخ أو لحس المخ أو الدماغ أو التفكيك النفسي.

وتعرف ايضا

بانها( العملية التي يقصد بها تحويل الفرد عن اتجاهاته وقيمه وأنماطه السلوكية وقناعاته وتبنِّيه لقيم أخرى جديدة تفرض عليه ممن يأسره، فغسيل المخ هو محاولة تغيير الاتجاهات النفسية وهو محاولة لتوجيه الفكر الإنساني ضد ما سبق أن اتخذ من عقائد وميول وهو إعادة تعليم وتحويل من إيمان بعقيدة معينة إلى كفر بها وإيمان بنقيضها).

مالفرق بين الحرب النفسيه وعمليات غسيل الدماغ :

الحقيقه ان عمليات غسيل الدماغ هى احدى الوسائل التى تستخدمها الحرب النفسيه، لكن نظرا لاهميه هذا الاسلوب وخطورته ارتأتينا ان نخصص له بحث خاص ولكى نميز بين أسلوب غسيل الدماغ وباقي أساليب الحرب النفسية مثل الدعاية والإشاعات ومحاولات الإقناع و تعديل أو تغيير أفكار الفرد أو معتقداته أو سلوكياته, من الضرورى ان نعلم أن أسلوب غسيل المخ او الدماغ هو أسلوب فردي توجه فيه الجهود غالبا إلى فرد واحد محدد كالاسرى، بينما الأساليب الأخرى في الحرب النفسية غالبا ما توجه إلى الجماعة، ويعتبر غسيل الدماغ من العمليات القسرية أو الإجبارية لإكراه الأفراد من أجل تعديل أفكارهم أو معتقداتهم والتحول عنها بخلاف اساليب الحرب النفسيه الاخرى والتى تستخدم فى الغالب طرقا دعائيه ونفسيه .

أهداف عمليات غسيل الدماغ:

تهدف عمليات غسيل الدماغ الوصول بالإنسان المستهدف إلى درجـةٍ يصبح معهـا فاقد الإحساس بالواقـع ، مشوش التفكير ، شاعرا ً بالمهانـة والإذلال ، ضعيفا ً في المقاومـة والتحدي ، سهلا ً للإذعـان ، مشلول الإرادة والتفكير ،، قابلا ً للإيحــــاء ، متقبلا ً لما قد يملى عليـه ، مستعدا ً للإستجـــابة لتنفيذ مايطلب منـه ، سهلا ً للتلقين والإقنـاع ، جاهـزا ً لإستنكار الماضي وإستقبال الفكر والسلوك الجديد . أي أن الهدف النهائي هو " إنهاك القوى الجسدية والنفسيـة والعقليـة "من أجل " الإستحواذ والتلاعب بالمشاعـر والفكر والسلوك والإتجاهات "

من خلال عملية تتسلط على العقل الذي اصبح نظيفا ( ناصعا ) ولقمة سائغة لحشوه بأية أفكار او دعاية او عقيدة لم يكن يؤمن بها من قبل.

تاريخ عمليات غسيل الدماغ:

يعتبر الكثيرين من العلماء ان عملية غسيل المخ قديمه لكن وان كانت قديمة , فان أسسها العلمية لم تتضح الا في اوائل الثلاثينات من القرن العشرين حيث بدأت الخطوة الاولى على مخ الحيوانات في معمل العالم الروسي الشهير بافلوف (1849-1936)

وقداقترن اصطلاح غسل الدماغ بعد ذلك بالأساليب الكورية والصينية لتحوير أفكار الآخرين وتغيير اتجاهاتهم ( 1950-1953).

أما الصينيون أنفسهم فقد كانوا يطلقون مصطلح تقويم أو إعادة بناء الأفكار على محاولاتهم تلك واعتبروها برنامجاً تثقيفياً عاماً لنشر الشيوعيه و خلال الحرب الكورية في الخمسينات، قام السجانون الكوريون والصينيون بعمليات غسل مخ لأسرى الحرب الامريكيين فاعترف بعضهم بشنه حربا جرثومية (وهو الذي لم يحصل) واعلنوا ولاءهم للشيوعية في نهاية فترة احتجازهم. ورفض على الأقل 21 جنديا الرجوع الى الولايات المتحدة الامريكية بعد اطلاق سراحهم.

ويصف صحفي أمريكي يدعى إدوارد هنتر و الذي ألف كتابا عن هذا الموضوع أثر الحرب الكورية بعد الهدنة ورجوع الأسرى الأمريكيون إلى أوطانهم، بانهم رجعوا يفكرون باتجاه آخر، مؤمنين بمبادئ أعدائهم متحمسين لهم ومبدين اعجابهم وامتنانهم من معاملة الكوريين لهم وكانت تلك الظاهرة هي الأولى من نوعها في تاريخ الحروب البشرية، مما روع وزارة الدفاع الأمريكية، وأصبح هذا الموضوع مثار اهتمام ودراسة وتنقيب شديد من قبل المسؤولين الأمريكيين وأجهزة الإعلام.

وما لبث موضوع غسل الدماغ ان اصبح موضع اهتمام ودراسة وبحث من العلماء في كافة المجالات من الخبراء العسكريين والمفكرين وعلماء النفس والاجتماع وخبراء علم الإنسان (الأنثروبولوجيا) وعلماء الفسيولوجيا (علم وظائف الأعضاء).

وان كانت المعارك وما تشمله من الحروب النفسية والتحقيقات العسكرية وأساليب التعامل مع الأسرى وانتزاع الاعترافات بالطرق النفسية والفسيولوجية والاستعمار العسكري، ما هي إلا تطبيقات عسكرية لظاهرة المعركة العقلية وعمليات غسل الدماغ إلا انه مما لا شك فيه ان التحوير الفكري ليس ظاهرة سياسية وتطبيقاً عسكرياً فقط، بل ان لها ظواهر وتطبيقات أخرى في شتى مجالات الحياة.

تطبقات اخرى على عمليات غسيل الدماغ:

وإذا أردنا الإجابة عن التساؤل الخاص بممارسة غسيل الأدمغة في الحياة اليومية وهل هي عملية معقده يمارسها الخبراء فقط في المعتقلات والسجون بحيث يتم الترتيب والتخطيط لها وتنفيذها في أجواء وأماكن محددة؟ الاجابه حتما لا فان كانت تلك العملية لا تزال تمارس في الظروف المشار إليها إلا أنها كذلك تمارس في الحياة اليومية وبشكل منظم ويقع ضحيتها ايضا الكثيرين من المتعلمين أو المثقفين فهي تمارس عبر وسائل الإعلام المختلفة مرئية ومسموعة ومكتوبة في الأخبار و المحاضرات، والندوات وفي الدعايات، و المسلسلات، وفي اللقاءات وغيرها، وقد وقع ويقع الكثير منا ضحية لها مثل مصائد الأسهم والاستثمارات العقارية والشائعات المختلفة والتي كان آخرها شائعات مكائن سنجر والزئبق الاحمر.

1- إنّ كثيراً من المنتجين والمسوقين للسلع وللبرامج والمواد الغذائية والمشاريع يروجون لها بألوان مختلفة من الأساليب التي تتأثر بنظريات علم النفس والعلوم الأخرى

2- تأثرت الجماعات المتطرفة كالمستوطنين فى اسرائيل والجماعات الدينيه المتطرفه فى امريكيا واليابان والهند بعمليات غسيل الأدمغة على وجه الخصوص واستخداماتها المختلفة واستفادت من الأساليب الدينية المختلفة لتحقيق اهدافها سواء على الأفراد أو المجتمعات وقد وصلت الحاله ببعضها الى تنفيذ عمليات تخريب وارهاب ضد دولتهم او حتى القيام بانتحار جماعى لاتباعها.

3- في مكاتب التحقيق قد يتم غسيل المخ بصورة مقصوده اوعفوية ايضا فقد ثبت ان بعض المتهمين وبالذات اذا كان من البسطاء او محدودي الذكاء يصل الى مرحلة شديدة من الاجهاد النفسي اثناء التحقيقات والاستجوابات تؤدي الى غسل مخه وتقبله للاتهام واعترافه بالجريمة بالرغم من أنه بريء ويتم تنفيذ الحكم فيه .. ويذهب ضحية ذلك .

كيف تمارس عمليات غسيل الدماغ ضد الاسرى :

بالنسبة للانسان .. استندت عملية غسيل المخ على الحقيقة العلمية التي تقول ان الانسان عندما يتعرض الى ظروف قاهرة وصعبة تصبح خلايا مخه شبه مشلولة عن العمل والمقاومة .. بل قد تصبح عاجزة عن الاحتفاظ بما اختزنه من عادات .. لدرجة ان مقاومتها للأذى والتهديد الواقع عليها قد ينقلب الى تقبل أشد واستسلام أسرع للايحاء ولعادات جديدة أخرى وانعكاسات غريبة قد يتصادف حدوثها في تلك اللحظة

وقد قام البوليس السري القيصري فى الاتحاد السوفيتى سابقا بإستخدام هذا الأسلوب في سجون الإصلاح وغيرها من المؤسسات التي أُنشئت لإحـداث التغيير في عقائد الأفراد و سلوكاتهم وكما ذكرنا استخدمه الصينيون والكوريون ضد الاسرى الامريكان .

ومارسه الجيش الامريكى نفسه ضد المعتقلين فى ابو غريب فى العراق وغوانتنامو فى كوبا ومارسته ولاتزال اسرائيل ضد الاسرى الفلسطينين حيث تتضح ملامح هذه الحرب بوضوح في المعتقلات والسجون بإشكال منها الإهمال الصحي وانتشار الأمراض وقلة الطعام وسوء نوعيته وقلة كميته وكذلك في التنقلات الفجائية والتي تهدف إلى زعزعة الأمن النفسي عند السجناء والمعتقلين ، وغيرها من أساليب قتل الروح المعنوية. ومن الأساليب الحديثة المستخدمة المناورات بإطلاق سراح مجموعات من السجناء والمعتقلين مما يجعل الإخوان في حالة ترقب دائم واهتمام كبير بالموضوع والذي يثبت بطلانه ويؤدي إلى حالة من الاستنزاف النفسي الكبير .(التازم) وكذلك القيام بفصل التنظيمات عن بعضها والذى يبدو فى ظاهره جيدا من ناحيه الحد من المشاكل بين التنظيمات لكن لايعلم الكثيرين ان هدف ذلك هو زياده الشعور بالحزبيه والتعصب ولايخلق جو من التفاهم والوحده بين الفصائل .

العوامل التي تؤدي الى غسيل المخ هي:

الصدمات النفسية المفاجئة

التهديد المستمر

المواقف الشديدة المرعبة كالمعارك الدامية والكوارث

الارهاق العصبي المستمر كالسهر المتواصل او النوم المتقطع

الجوع والعطش الشديدين

الآلام الجسمية والنفسية الشديدة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق